العقيقة للولد والبنت: دليل شامل لفهم شروطها وأحكامها وفوائدها الروحيةالعقيقة للولد والبنت: دليل شامل لفهم شروطها وأحكامها وفوائدها الروحية

مقدمة

في رحلة الأبوة والأمومة السامية، تحتفي المجتمعات الإسلامية بميلاد كل مولود جديد من خلال شعائر مقدسة، إحداها هي العقيقة التي تحمل معاني عميقة وتزخر بالبركات والفضائل للطفل والأسرة. وفي هذا المقال الشامل، نسعى إلى إلقاء الضوء على كل ما يخص العقيقة للولد والبنت، بدءًا بتعريفها وأهميتها الدينية، حتى استكشاف شروطها وأحكامها، وتتويجًا بسبر أغوار فوائدها الروحية المتعددة.

تعريف العقيقة وأهميتها في الإسلام

العقيقة في اللغة تعني الذبح، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، تذبح عن المولود الجديد شاة أو بقرة أو بدنة، تقربًا إلى الله تعالى وفرحًا بقدوم المولود، وطلبًا لحفظه وبركته. وقد ورد في فضل العقيقة أحاديث نبوية صحيحة، منها ما رواه بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كلُّ غُلاَمٍ مَرْهُونٌ بِعَقِيقَتِهِ، يُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابعِهِ، يُحَلَقُ رأْسُهُ، ويُطْلَى بِالْحَنُوطِ”. (صحيح الترمذي).

فضل العقيقة للولد والبنت

تحمل العقيقة للولد والبنت العديد من الفضائل الدينية والاجتماعية والنفسية، نذكر منها:

  • فك كرب الولادة عن الطفل: يُعتقد أن العقيقة تُزيل عن المولود كرب الولادة وتُدفع عنه الشر والسوء، كما ورد في حديث ضعيف: “مَا مِنْ مولودٍ يُعْقَ عَنْهُ إِلَّا فُرِّجَ عَنْهُ كَرْبُ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ”.
  • شفاعة للطفل يوم القيامة: ورد في حديث ضعيف أن المولود الذي تُذبح عنه عقيقة تكون شفيعة له يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا الْوَلَدُ الَّذِي يُعْقَ عَنْهُ إِلَّا أَنَّهُ يُوضَعُ عَلَى يَدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ اشْفَعْ فِي أَبَوَيْكَ”.
  • حماية الطفل من الأمراض والأسقام: يُعتقد أن العقيقة تُحفظ الطفل من الأمراض والأسقام، وتُدفع عنه العين والحسد، كما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كُنَّا نُعَقُّ عَنِ الْغُلاَمِ تَمْرَتَيْنِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ تَمْرَةً”.
  • بركة وزيادة في الرزق: يُعتقد أن العقيقة تجلب البركة والرزق الوفير للوالدين والأسرة، كما ورد في حديث ضعيف: “مَا مِنْ عَقِيقَةٍ إِلَّا أَنَّهَا تُزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَتَدْفَعُ الْبَلَى”.
  • تقوية الروابط الاجتماعية وتوطيد العلاقات الأسرية: تُمثل العقيقة مناسبة اجتماعية تجمع الأقارب والأصدقاء والجيران، وتعزز الروابط الاجتماعية وتقوي العلاقات الأسرية، وتُظهر مدى الفرح والسرور بميلاد المولود الجديد.

شروط وأحكام العقيقة

لصحة العقيقة وتمام أجرها، يجب استيفاء بعض الشروط والأحكام الشرعية، إليك أهمها:

من يجب عليه عمل العقيقة؟

في الأصل، يجب العقيقة على الأب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مُعْلَقَةٌ كُلُّ غُلاَمٍ بِعَقِيقَتِهِ”. (صحيح الجامع). فإن عجز الأب، انتقلت المسؤولية إلى الجد، ثم الولي الأقرب للطفل. وتجدر الإشارة إلى أن العقيقة سنة مؤكدة للولد والواجب بها واجب موسع، أي يجوز للغير أن يتبرع بها عن المولود، سواء كان قريبًا أو بعيدًا.

متى يجب عمل العقيقة؟

الأفضل أن تُذبح العقيقة يوم السابع من ولادة الطفل، اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ويجوز تأخيرها إلى أي وقت بعد ذلك، ولكن يُكره تأخيرها بدون سبب شرعي.

ما هو نوع الحيوان المطلوب للعقيقة؟

الأنواع الثلاثة المشروعة للعقيقة هي:

  • الضأن: وهو أفضل الأنواع للذبح، ويجزئ عنه ذبح ذَكَرٍ واحدٍ.
  • المعزاة: يجوز ذبح عَنَزَةٍ واحدة عن المولود، سواء ذكرًا أم أنثى.
  • البقر: يجوز ذبح بقرةٍ واحدة عن المولود، وتجزئ عن سبعة أطفال، بشرط أن يشتركوا جميعًا في النية والذبح والتوزيع.
  • الإبل: يجوز ذبح بَدَنَةٍ واحدة عن المولود، وتجزئ عن عشرة أطفال، بشرط أن يشتركوا جميعًا في النية والذبح والتوزيع.

كم عدد رؤوس الحيوان المطلوبة للعقيقة؟

  • للمولود الذكر: يُذبح عنه شاتان أو معزتان أو نصف بَقَرةٍ أو سُبْعُ بَدَنَةٍ.
  • للمولودة الأنثى: يُذبح عنها شاة واحدة أو معزة واحدة أو رُبْعُ بَقَرةٍ أو خُمْسُ بَدَنَةٍ.

شروط صحة الحيوان المذبوح للعقيقة:

  • أن يكون سليماً خاليًا من العيوب التي تمنع الصيام والأضحية، مثل العور والعرج والمرض الشديد.
  • أن يكون قد بلغ السن المطلوبة للذبح، وهي ستة أشهر للضأن والمعزى، وسنتان للبقر، وخمس سنوات للإبل.
  • أن يكون ملكًا للمُعق عنه أو نائبه، ولا يجوز ذبح حيوان مسروق أو مغصوب.

كيفية ذبح وتوزيع لحم العقيقة

  • يُستحب ذبح العقيقة بيد مسلم بالغ عاقل، وأن يُسمى ويُكبر عند الذبح.
  • يُقسم لحم العقيقة إلى ثلاثة أقسام متساوية:
    • القسم الأول للفقراء والمساكين.
    • القسم الثاني للأقارب والأصدقاء والجيران.
    • القسم الثالث يبقى للأسرة.
  • يجوز طبخ اللحم وتوزيعه مطبوخًا، كما يجوز توزيعه نيئًا.
  • يُستحب إطعام القابلة والذابح من لحم العقيقة.

فوائد العقيقة الروحية

بالإضافة إلى الفضائل الدينية والاجتماعية التي ذكرناها سابقًا، تحمل العقيقة فوائد روحية عميقة للطفل، منها:

  • فك كرب الولادة: يُعتقد أن العقيقة تُزيل عن المولود كرب الولادة وتُدفع عنه الشر والسوء، كما ورد في حديث ضعيف: “مَا مِنْ مولودٍ يُعْقَ عَنْهُ إِلَّا فُرِّجَ عَنْهُ كَرْبُ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ”.

وهذا المعنى يُفهم من كون العقيقة قربة لله تعالى، وأداء القربات لله تعالى يُرضيه ويُزيل عنه غضبَه، ومن ثم يُزيل عن المولود ما قد يُصيبه من كرب أو سوء بسبب غضب الله تعالى.

  • شفاعة يوم القيامة: ورد في حديث ضعيف أن المولود الذي تُذبح عنه عقيقة تكون شفيعة له يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا الْوَلَدُ الَّذِي يُعْقَ عَنْهُ إِلَّا أَنْ يُوضَعُ عَلَى يَدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ اشْفَعْ فِي أَبَوَيْكَ”.

وهذا المعنى يُفهم من كون العقيقة قربة لله تعالى، وأداء القربات لله تعالى يُرضيه ويُحبب المسلم إليه، ومن ثم يُجعله شفيعًا لأحبائه يوم القيامة.

  • حماية من الأمراض والأسقام: يُعتقد أن العقيقة تُحفظ الطفل من الأمراض والأسقام، وتُدفع عنه العين والحسد، كما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كُنَّا نُعَقُّ عَنِ الْغُلاَمِ تَمْرَتَيْنِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ تَمْرَةً”.

وهذا المعنى يُفهم من كون العقيقة قربة لله تعالى، وأداء القربات لله تعالى يُرضيه ويُحبب المسلم إليه، ومن ثم يُبارك له في حياته ويُحفظه من كل سوء.

  • بركة وزيادة في الرزق: يُعتقد أن العقيقة تجلب البركة والرزق الوفير للوالدين والأسرة، كما ورد في حديث ضعيف: “مَا مِنْ عَقِيقَةٍ إِلَّا أَنَّهَا تُزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَتَدْفَعُ الْبَلَى”.

وهذا المعنى يُفهم من كون العقيقة قربة لله تعالى، وأداء القربات لله تعالى يُرضيه ويُحبب المسلم إليه، ومن ثم يُبارك له في حياته ويُوسع عليه في رزقه.

  • تقوية الروابط الاجتماعية وتوطيد العلاقات الأسرية: تُمثل العقيقة مناسبة اجتماعية تجمع الأقارب والأصدقاء والجيران، وتعزز الروابط الاجتماعية وتقوي العلاقات الأسرية، وتُظهر مدى الفرح والسرور بميلاد المولود الجديد.

وهذا المعنى يُفهم من كون العقيقة مناسبة اجتماعية تُشارك فيها الأسرة والمجتمع، ومن ثم تُعزز العلاقات الاجتماعية وتُوطد المحبة بين الناس.

خاتمة

العقيقة سنة نبوية مباركة تحمل في طياتها الكثير من الفضائل الدينية والاجتماعية والروحية للطفل والأسرة. الحرص على أدائها وفق الشروط والأحكام الشرعية يجلب البركة والرزق ويدفع الشر والضرر عن المولود، ويساهم في تقوية الروابط الأسرية والمجتمعية.

من admin