توزيع العقيقة: دليل شامل للأهالي الجدد وكيفية إحياء هذه السنة الحميدةتوزيع العقيقة: دليل شامل للأهالي الجدد وكيفية إحياء هذه السنة الحميدة

يُعد قدوم مولود جديد بشرى سارة تغمر العائلة والمحبين بالفرح والسرور، ومع هذه المناسبة السعيدة، يحرص العديد من المسلمين على إحياء سنة مهمة وهي ذبح العقيقة. لكن، ربما يتبادر إلى ذهن الكثير من الآباء والأمهات الجدد أسئلة حول كيفية توزيع العقيقة وكيفيّة إتمام هذه الشعيرة على الوجه الصحيح.

هذا الدليل الشامل سيجيب على جميع استفساراتكم المتعلقة بتوزيع العقيقة، وسيرشدكم خلال كل خطوة حتى تتمكنوا من إحياء هذه السنة المباركة بطريقة صحيحة وهادفة.

ماهي العقيقة وأهميتها في الإسلام؟

العقيقة هي ذبيحة تُذبح عن المولود الجديد شكراً لله تعالى على نعمته وامتناناً بقدوم هذا الطفل المبارك. وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في فضلها أحاديث نبوية صحيحة، منها:

عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ» (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه).

وعن سلمى بنت الأكوع رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُخْصِفَ عَنْ وَلَدِهِ الْغُلَّ فَلْيَنْحُرْ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ، أَوْ يَوْمَ أَرْبَعَ عَشَرَ، أَوْ يَوْمَ إِحْدٍ وَعِشْرِينَ» (رواه أبو داود والترمذي والنسائي).

تتجلى أهمية العقيقة في العديد من الجوانب، منها:

  • التقرب إلى الله تعالى وشكرًا له على نعمته.
  • إبراء الذمة عن المولود الجديد.
  • التصدق على الفقراء والمساكين.
  • تقوية العلاقات الاجتماعية وتوطيد أواصر المحبة بين الأقارب والأصدقاء.
  • إدخال السرور على قلوب أهل المولود.

متى يتم ذبح العقيقة ولماذا؟

يستحب ذبح العقيقة في اليوم السابع من ولادة المولود، وهو اليوم الذي عُق عنه فيه سرة. ويجوز تأخيرها إلى اليوم الرابع عشر أو الحادي والعشرين، مع أفضلية الذبح في اليوم السابع. أما تأخيرها عن ذلك فيجوز بشرط وجود عذر شرعي، مثل مرض المولود أو ظروف خاصة بالأهل.

والحكمة من تحديد هذه الأيام الثلاثة للذبح تعود إلى عدة أقوال، منها:

  • التشبه بسيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي فدى ابنه إسماعيل بذبح عظيم.
  • توافق هذه الأيام مع أيام الفطام الطبيعي عند الأطفال.
  • إتاحة الوقت اللازم للتحضير والاستعداد لذبح العقيقة.

ما الفرق بين عقيقة المولود الذكر وعقيقة المولودة الأنثى؟

تختلف عقيقة المولود الذكر عن عقيقة المولودة الأنثى من حيث عدد الذبائح المطلوبة، وذلك وفقاً للأحاديث النبوية الصحيحة:

  • عقيقة المولود الذكر: ذبيحتان من الغنم أو المعز، أو بهيمة واحدة من البقر أو الإبل.
  • عقيقة المولودة الأنثى: ذبيحة واحدة من الغنم أو المعز.

هذا هو الأصل الشرعي، ولا يجوز التبديل فيه أو الزيادة عليه إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك، مثل عدم القدرة على توفير نوع معين من الذبائح.

خيارات توزيع العقيقة: تلبية احتياجات الفقراء وإدخال السرور على القلوب

بعد ذبح العقيقة، يحق لصاحبها التصرف في لحمها وفق عدة خيارات، ولكل خيار آثاره الإيجابية ومناسباته الخاصة. دعونا نستكشف هذه الخيارات معاً:

1. تقسيم العقيقة إلى أثلاث:

هذا هو المذهب الشائع والأكثر شيوعاً بين الفقهاء، وهو مستند إلى حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بالأضحية أن تقسم ثلاثة أثلاث: ثلث للفقراء، وثلث للأهل، وثلث لمن أراد”. (رواه الترمذي وابن ماجه).

  • الايجابيات: يضمن هذا التقسيم تلبية احتياجات الفقراء والمساكين، وإدخال السرور على قلوب الأقارب والأصدقاء، والتصدق بجزء من اللحم.
  • السلبيات: قد يتطلب الأمر مجهوداً في تقسيم اللحم وتوزيعه، خاصة إذا كان عدد الأقارب والأصدقاء كبيراً.

2. الصدقة الكاملة بالعقيقة:

يجوز التصدق بكل لحم العقيقة على الفقراء والمساكين، وهذا خيار مقبول شرعاً، كما فعل الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عندما ذبح عقيقة عن مولوده وتصدق بها كلها.

  • الايجابيات: يعتبر هذا الخيار أسهل من حيث التنفيذ، ويضمن وصول كامل اللحم إلى المحتاجين.
  • السلبيات: قد يحرم الأقارب والأصدقاء من الاستفادة من بركة العقيقة.

من admin